ربما لا تعرف كثير من الامهات
هذا, ولكن جزء من طموح الابناء هو فى الواقع حلم الاباء. كل ابن يتطلع الى ارضاء
والدية والترقى الى مايتمنوة.
لقد ظللت طوال الوقت افكر فى
اخبار امى عن السر الذى كان يأكلنى من
الداخل, لقد كنت متأهب تماما لما سأقولة, لكن التوقيت هو ما اختل. اردت ان اقول عن
مثليتى, ربما فى سن الخامسة و العشرين. بعد استقلاليتى واعتمادى الكامل على ذاتى.
اتذكر مكالمتها لي قبيل العيد
بعشرة ايام, كنت على حافة الاكتئاب, على وشك الانهيار. عندما بدأت امى تتحدث عن
الزواج, وعن رغبتها فى تزويج اخى الاكبر, والاحلام لى بالمثل. حينئذ لم استطع,
شعرت بالعبء يتثاقل على كاهلى, والثقل يزداد. انى اشيخ تحت وطأة احلام والدى مع
علمى بعدم قدرتى على التنفيذ. ظللت اضغط على نفسى وهى تتحدث, واضغط واضغط واضغط. حتى
انفجرت بالصاعقة فى وجه والدتى: انا مثلى الجنسية
لوهلة لم تتحدث امى. اعتقدت
انها لم تستوعب الكلمة, فكررت الكلمة باكثر من معنى حتى تفهم. مثلى, جاى,
هوموسكشوال. على الرغم من اعتقادى بان امى ستفهم بسهولة لكن هذا لم يكن , لا اثناء
هذه المكالمة ولا خلال عشرات المكالمات التى تلتها والتى ظللت اشرح فيها معنى
المثلية كمدرس يشرح لتلميذ بليد عن نظرية التطور.
كنت مكالمة بمكالمة اشعر من
خلال اثير التليفون صوت احلام امى وهى تنهار تحت وطأة كلماتى
والتى كانت تحمل حسما مخلوط بحزن على حال امى: لا علاج لى ولا زواج ولا تغيير. انا
كما انا تقبلينى كمثل كونى.
على قسوة كلماتى ولكنها كانت
ضرورية لانها كانت لتحدد الكثير من الخطوات المستقبلية لى ولها. لما كنت لاريد ان
تضع امى احلاما زائفة الواحدة تلو الاخر وانا ادهسها بوقائع. فاردت ان اقل لها
الحقيقة عارية مجردة من كل شئ.
امى حتى الان الوحيدة التى لا
تزل غير كاملة التقبل, مازالت تزرع بذور صغيرة لاحلام بالتغير وانا ما البث ان
اخنقها, لانها ليست احلامى. انا اخلق مستقبلى واحلامى واصوغهم كما يبدو لى وليس لاخر
وان كنت لا الوم نفسى على خطوة
اعترافى لامى, لان كتمان الحقائق يخنقنى, واحلامها تقصم وسطى, الا انى ما زلت اشعر
بالاسى لها, كم احبها واريدها ان تعرف ذلك, ولكنى لست من يستطيع ان يشيد قصور
خيالها على الواقع, فلتلجأ لغيرى او لتكتفى بالواقع على شكله الحالى.
الى كل ام تعرف ان ابنها مثلى
الجنسية. انا ادرك المك, ابنك يدرك احساسك, لكن انتى الان فى مقايضة بين سلامة
ابنك او خسارة ابنك بكليتة. انا اعلم انك تريدين انقاذ ابنك من مجهول لم تعتادى
عليه, لكن اذا اعتنقت مبدأ الضغط على الابن فسينتهى بك الامر بخسارة فادحة. حتما
سيصل ابنك الى المرحلة لتى يكون فيها حاسم قراره. وكل صدع فى العلاقة سيظل قائما
مهما حاولتم فى رأبة. احتوى ابنك, حبيه بلا شروط, بلا قيود, بلا احلام معقودة.
حبيه كما هو وكما كان, باختلافه وبتميزة وعلى نقائصه.
مشهد بين سيجورنى ويفر وريان كيللى من فيلم صلوات لبوبى Prayers for Bobby
,
No comments:
Post a Comment