ان تكون مثليا ليس اختيار بالطبع, من الغباء ان يتهمك اى شخص بانك اخترت المثلية وهى حرام وشر مستطير, حينئذ اسأله ببساطة وسذاجة فعالة: ذكرنى متى اجلسونا على طاولات وخيرونا بين النساء والرجال. اذا كنت تتذكر شيئا من هذا القبيل فخبرنى.
لكن المختلف فى المثلية هو اعترافك امام ذاتك بانك مثلى, بانك مختلف وبان رغباتك تسير ضد التيار العام للمجتمع, هذا يأتى لاحقا
كنت اعلم ان هناك شئ ما عندما يتعلق الموضوع بى, ولكن عقلك يمنعك من الاعتراف بهذا, هو يحميك من ذاتك. من الاكتئاب. من الخوف من المجتمع. من اضطهاد المجتمع. من الاحساس بالانعزال. من احساس واهم بالدونية, بان تكون من الاقلية التى قرر المجتمع ان (يحط عليها) ويجرمها من الفجر للعشاء.
لهذا ظللت اعلم بان خطبا ما بى لكنى لم اطرحة امام العقل الواعى على طاولة المدولات والمناوشات والنقاشات والهات وخد ومش عارف لية وابصر اية ومين وفين, حتى كنت اتحدث مع صديقى العزيز الذى اسعد جوارى ست سنوات متصلة حتى الان, وما ان تفرع الحوار عن المثلية حتى ذكر شيئا ما عن طبيب ظهر على احدى القنوات وافتى بان المثلية هى عن قلة اتصال المثلى بعالم الرجال, و و و ... الخ.
يومها عدت الى منزلى وبداخلى احساس بالعرى, لقد انكشفت امام نفسى على الرغم من انكارى وحان الوقت للنطق . انا مثلى.
حينئذ بدأ سيل من الافكار والمخاوف والرعب من المجتمع يحوطنى من كل الجوانب. وبدأت لعبة ال21 سؤال
لماذا انا مثلى ؟
هل هناك اشخاص اخرون ؟
كيف سأعيش فى هذا المجتمع ؟
هل المثلية مرض ام هو اختلاف ؟
هل يمكن العلاج, وكيف اتعالج ؟
هل سأتزوج ؟
ماذا لو عرف اهلى ؟
ماذا لو عرف اصدقائى ؟
لمن الجأ فى مثل هذه الازمة
لن استطيع ان اجيب عن هذه الاسئلة الان, ربما ساوضح اجاباتى ووجهة نظرى لاحقا فى باقى المدونة. لكن هذا ما استطيع ان اقوله الان, لقد عشت بعدها مدة فى اكتئاب شديد, وحالة نفسية تتأرجح بين سئ واسوأ. وام تلاحظ حالة ابنها تتراجع ولا تعرف ماهية الاسباب, وزيارات قليلة لطبيب نفسى لمحاولة فهم لابعاد القضية, وقراءات مستمرة عن المثلية من جميع جوانبها. قراءة لا تضع العاطفية او الانحياز او الكراهية, لاشخاص يتسمون بالحيادية التامة فى الحوار.
لا احكى بداية معرفتى بالمثلية لاستدرار العطف, انا الان اعيش حياة نفسية سليمة ومستقرة. انا متقبل ذاتى كما هى. انا مستقر نفسيا. انا متقبل الحياة. انا سعيد. انا مثلى
ليس كل من مروا بمثل تجربتى وصلوا لمرحلة التصالح مع النفس, بعضهم حارب ومازال يحارب. والكثير مازال فى انكار, والبعض منهم يحاول الفرار من حياة فرضها عليه المجتمع ان تكون بدرجات الرمادية, واتمنى لهؤلاء ان يصلوا للراحة النفسية مهما كان قرارهم, لكن رسالتى اوجهها الى المجتمع واتمنى ان يتفهم ويتفاهم.
لا تتبنى موقف عنصرى من مجرد عنوان, لا تتبنى وجهة نظر دون ان تفهم, لا تكن اكثر قسوة على المثلى من ذاتة. اقرأ اكثر وتواصل اكثر وسترى الكون باكثر من منظارك الضيق للحكم على الاشخاص. اعلم ان المثليين ليسوا هم اشخاص بعيدة عن محيطك كما تتخيل, وليسوا بالأشرار. ستجدهم من افراد عائلتك, اصدقائك, زملائك والمقربين لك. متى فتحت عينك فستراهم.
JackpotCity Casino | Lucky Club
ReplyDeleteJackpotCity Casino is a well-known casino game, the home of a number of exciting gaming options, including live dealer games, jackpots luckyclub.live and the most