كثيرا ما تسائلت عما اذا كنا نستطيع نحن - اعنى المثليين - ان نستقر فى علاقة اشبه بالزواج, الصورة التى اراها فى الدراما الاجنبية, وامتناها سواء لى او لغيرى
هل نستطيع ان نكون حقا عائلة مثل تلك التى توجد عند الغيريين دون معاناة ؟!!!
اخذت وحاورت وجادلت مع كثيرين من اصدقائى, وافقنى البعض واختلف معى البعض الاخر, لكنى ارى حاليا بان علاقاتنا كمثليين فى الاوضاع الحالية هى علاقات قصيرة الامد. شئنا ام ابينا فلن يكتب لعلاقاتنا البقاء طويلا.
ودعونى اسرد تدريجيا الاسباب. ربما يقنعك بعضها, ربما لا.
الحقيقة المخجلة التى يجب الاعتراف بها ان سبب استقرار كثير من العلاقات الزوجية هى المرأة التى دوما ما تسعى الى الثبات فى العلاقة, وتوطيد دعائمها, بينما الرجل يسعى هنا وهناك لنشر جيناتة وبالطبع تلبية شهواتة.
هناك فى العلاقة الغيرية عنصرى الجذب والشد, النقيضين المكملين. فالرجل يسرح والمرأة تعيد, هو يسعى ويجرى وراء عضوه والمرأة تقيده بكابل من حديد الى حظيرة الزوجية, ويربطك بالمال تربطية بالعيال.
فى العلاقة المثلية ستجد الزوجين من الرجال, كل منهما بكتالوجه الخاص من الشهوانية والرغبات التى لا يردعها عقل الرجل حتى تلبى. صدق القائل بان عقل الرجل تحت حزام بنطالة, ليس كلامى هذا قانونا ولكن وجود رجلين يزيد احتمالات الخيانة ويقلل احتمالات الاستمرار, معادلات حسابية مبسطة.
تأتى المشكلة الاخرى عند المثليين, عدم وجود مبدأ الزواج, ولا اعنى به الزواج الدينى. الزواج المدنى او الشراكة المدنية كما يوجد فى كثير من الدول الاوروبية, لان عدم وجود شرعية او ارتباط نصى يجعل الارتباط الشفهى سهل التملص والتنصل منه عند اول ازمه فى مفترق الطرق.
واحدة اخرى من الاسباب التى تدعم اى نوع من العلاقات هو الثبات, فاذا افترضنا ان زوجين من رجل وامرأة مروا بمرحلة متعثرة فى الزواج, ستجد الاهل والاقارب يسرعون من كل جانب لحل المشكلة وفض النزاع ولا تستبعد تدخل المؤسسة الدينية شيوخا وكهنة لمساعدة استمرار القافلة, ولكن فى حياة المثليين كل ماسبق هو مشكلة فى حد ذاتها, عدم شرعية العلاقة, رفض الدين, مصيبة اسمها الاهل والاقارب. ولا تستبعد وجود زواج المثلى من امرأة مما يجعل الوضع معقدا وغريبا لدرجة تستحيل معه اى علاقة من اى نوع.
وكما هو الحال فى اختلاف اللغات الذى يفسد التواصل, اختلاف قواميس المثليين فى التعارف والارتبط يبطل العلاقات ايضا, ويقصر من عمرها. ويضعها تحت حتمية الفشل, كثيرا ما قابلت اشخاصا مثليين مستعدين للدخول فى علاقة دون معرفة الشخص الاخر جيدا, او لمجرد استخدام العلاقة كمسكن ضد الاكتئاب والوحدة, او لمجرد الاحساس بامتلاكه ما حرمه المجتمع رسميا. او دخول علاقة لمجرد وجود العرض والطلب مع اشباه القبول. كلها صور مختلة لعلاقات بديهيا فاشلة.
بالاجمال, لا استطيع القول بان وجود علاقة مثلية هو مستحيل, هناك اشياء ما لانستطيع نحن المثليين تغييرها, لا طبيعتنا كرجال, ولا الظروف المجتمعية المحيطة بنا, ليس حاليا على الاقل. ولكننا نستطيع ان نتحكم فى اختياراتنا, ولهذا استطيع ان انصح اى مثلى: لا تنطلق سعيا وراء فكرة العلاقة. عش حياتك وتعامل مع الاخرين, واستمتع باستقلاليتك, كن مستقرا سعيدا واثقا من ذاتك وحرا فى اختياراتك حتى تجد الشخص المناسب, متى وجدته تمسك به, وحافظ عليه واجعل التزامك الشفهى اقوى من اى اوراق رسمية, واى زواج دينى واى علاقة غيرية